الخميس، 14 نوفمبر 2013

₪※علاقة الرسم القرآني بالإعجاز الصوتي للقرآن الكريم※₪



₪※علاقة الرسم القرآني بالإعجاز الصوتي للقرآن الكريم※₪

إن الرعيل الأول من علمائنا القدماء بدءا بالقراء الأوائل ، ثم الخليل ، وسيبويه ، والكسائي ، و الفراء و غيرهم
 قد أدركوا ما للأصوات اللغوية من أهمية بالغة ، لذلك نجدهم أولوا هذا الجانب عناية كبيرة و هم يقعدون للقراءات القرآنية .
وقد وافق القرآن الكريم ـ من الناحية الصوتية الفوناتيكية ـ القوانين الصوتية التي تميزت بها اللغة العربية ، ولكنه تميز عنها بفرادته التي تشكل إعجازه الصوتي .
 فلا أحد يجادل في أن كتاب الله امتاز بتناسق صوتي إيقاعي معجز لعب الدور الكبير في أداء الدلالة المطلوبة ، وفي وصول المتلقين الذين هم البشرية جمعاء إلى مراد الله تعالى من خطابه الجليل .
علاقة الرسم القرآني بالجانب الصوتي 
 .
☆لنتمعنْ جيدا في الآيات التالية :
◆قال تعالى : ( ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير ) الإسراء / 11
 ◆وقال عز و جل أيضا : (سندع الزبانية ) العلق / 18
 ◆وقال كذلك : ( ويمح الله الباطل ) الشورى / 24

 ☜ 
سنلاحظ بأن هذه الآيات ـ وهناك غيرُها ـ حذفت منها لام الفعل الناقص " دعا " و " محا " دون وجود مبرر تركيبي نحوي كالشرط مثلا ، أو الجزم بالحرف ، أو الأمر. فما سر هذا الحذف ؟
 سنجد الجواب عند ابن الجزري حين يعلل ذلك بقوله: " وحذف الواو بسبب مجاورتها للام الساكنة " 
ويعني ابن الجزري بذلك أن التقاء الواو باللام الساكنة في كل من " الزبانية" ، " الله"،"الإنسان " استدعى حذف هذه الواو .
وإذا عدنا إلى علم الأصوات الحديث سنجد ما يعزز كلام ابن الجزري ، فلو أُثبتت الواو في الآيات لوجدنا أنفسنا أمام مقطع طويل :
ص ح ح ص(صائت حركة حركة صائت ) : يدعو الإنسان ـ يمحو الله ـ سندعو الزبانية .
و هذا المقطع غير مقبول في النسيج لذلك نجد القرآن الكريم يعمد إلى قصر الحركة الطويلة في الواو(يدعُ لإنسان) ،(يمحُ الله) ، 
(سندعُ زَّبانية) بحيث يصبح المقطع مغلقا متوسطا : ص ح ص متماشيا مع النظام المقطعي العربي وبالتالي كان لهذا القصر ـ قصر الحركة الطويلة ـ 
 وظيفة جمالية جعلت الآيات تشكل إيقاعا يسهم في انسجامها الصوتي مع المواقف التي تتحدث عنها، و المعاني و الدلالات التي تعبر عنها
....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق