الخميس، 14 نوفمبر 2013

الاشتقاق

 الاشتقاق:


الكلمات في اللغة العربية لا تعيش فرادى منعزلات
 بل مجتمعات مشتركات كما يعيش العرب في أسر وقبائل.

وللكلمة جسم وروح، ولها نسب تلتقي مع مثيلاتها
 في مادتها ومعناها :
كتب - كاتب - مكتوب - كتابة - كتاب.. فتشترك هذه الكلمات
 في مقدار من حروفها وجزء من أصواتها .

وتشترك الألفاظ المنتسبة إلى أصل واحد
 في قدر من المعنى وهو معنى المادة الأصلية العام.

أما اللغات الأخرى كالأوروبية مثلاً فتغلب عليها الفردية .

فمادة ( ب ن و ) في العربية يقابلها في الإنكليزية :
son ابن و daughter بنت. أما في الفرنسية فتأتي مادة
( ك ت ب ) على الشكل التالي :
كتاب livre مكتبة عامة bibliothèque محل بيع الكتب librairie
يكتب ècrire مكتب bureau .

وثبات أصول الألفاظ ومحافظتها على روابطها الاشتقاقية
 يقابل استمرار الشخصية العربية خلال العصور، فالحفاظ
 على الأصل واتصال الشخصية واستمرارها صفة يتصف
 بها العرب كما تتصف بها لغتهم، إذ تمكن الخاصة الاشتقاقية
 من تمييز الدخيل الغريب من الأصيل .

إن اشتراك الألفاظ ، المنتمية إلى أصل واحد في أصل المعنى
 وفي قدر عام منه يسري في جميع مشتقات
 الأصل الواحد مهما اختلف العصر أو البيئة،
 يقابله توارث العرب لمكارم الأخلاق والمثل الخلقية
 والقيم المعنوية جيلاً بعد جيل.

إن وسيلة الارتباط بين أجيال العرب هي الحروف الثابتة والمعنى العام .

والروابط الاشتقاقية نوع من التصنيف للمعاني في كلياتها وعمومياتها،
 وهي تعلم المنطق وتربط أسماء الأشياء المرتبطة في أصلها وطبيعتها برباط واحد،
 وهذا يحفظ جهد المتعلم ويوفر وقته .

إن خاصة الروابط الاشتقاقية في اللغة العربية
 تهدينا إلى معرفة كثير من مفاهيم العرب ونظراتهم
 إلى الوجود وعاداتهم القديمة،
 وتوحي بفكرة الجماعة وتعاونها وتضامنها
 في النفوس عن طريق اللغة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق